الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

"رأيت الملائكة تغسلهما"




حسن لغيره

الطبراني في الكبير 12094 والبيهقي في معرفة السنن والآثار 2202 عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا شريك عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال : لما أصيب حمزة بن عبد المطلب و حنظلة بن الراهب وهما جنبان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ... فذكره .

قال البيهقي فهذا إنما يرويه الحجاج بن أرطاة وهو غير محتج به ، غير أن له في حنظلة بن الراهب من قتل أهل المغازي شواهد ذكرناها في كتاب السنن .

قال ابن حجر في الفتح بإسناد لا بأس به .. غريب في ذكر حمزة .

وقال ابن حجر في الدراية وَإِسْنَاده ضَعِيف.

وقال في التلخيص ورواه الحاكم في المستدرك والطبراني والبيهقي من حديث بن عباس وفي إسناد البيهقي أبو شيبة الواسطي وهو ضعيف جدا وفي إسناد الحاكم معلى بن عبد الرحمن وهو متروك وفي إسناد الطبراني حجاج وهو مدلس رواه الثلاثة عن الحكم عن مقسم عن بن عباس

تنبيه صاحبته هي زوجته جميلة بنت أبي أخت عبد الله بن أبي بن سلول .

قال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.

قلت : وسنده ضعيف لأجل شريك والحجاج .

وله طريق عند الحاكم 3 / 195 عن معلى بن عبد الرحمن الواسطي حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثنا محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال : " قتل حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله

صلى الله عليه وسلم جنبا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : غسلته الملائكة

قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : قلت : معلى هالك . وأورده في الضعفاء ، وقال : قال الدارقطني : كذاب .

قلت وله شاهد مرسل عن الحسن عند ابن سعد في الطبقات 3/ 16قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال حدثني أشعث قال: سئل الحسن أيغسل الشهداء؟ قال: نعم، قال وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لقد رأيت الملائكة تغسل حمزة.

والشيخ ناصر حسن الحديث بهذا الشاهد في أحكام الجنائز والظاهر أنه كذلك فإن طبقة الحسن البصري أعلى من حجاج والساقط من الرواة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم غالب الظن أنهم ليسوا بشديدي الضعف كابن جدعان ونحوه وزالة شبهة إلتقاء السند بطبقة الحسن ورواية الطبراني ليست شديدة الضعف على أن الشيخ لم يتنبه لحجاج . فالقلب يميمل إلى تحسينها ثم فوجئت بالشيخ يضعف رواية ابن سعد في الضعيفة .

على كل تغاير قول الحافظ فيه وكلام الشيخ ناصر يدل على صعوبة بالغة في الحديث الحسن والراجح ما ذكرناه .

نسأل الله تعالى أن يسهله علينا .

والله أعلم







الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

إن نفس المؤمن تخرج من بين جنبيه وهو يحمد الله عز وجل



ـ عن ابن عباس، قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بنتا له تقضي فاحتضنها، فوضعها بين ثدييه فماتت وهي بين ثدييه، فصاحت أم أيمن، فقيل: أتبكي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت: ألست أراك تبكي يا رسول الله ؟ قال: " لست أبكي، إنما هي رحمة، إن المؤمن بكل خير على كل حال، إن نفسه تخرج من بين جنبيه وهو يحمد الله عز وجل "


أخرجه أحمد 2475 حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عنه ... به .

قلت : وهذا سند جيد وسفيان سمع من عطاء قبل الإختلاط . وأخرجه الترمذي في الشمائل 319 من طريق سفيان نحوه وقال " تنزع " بدل " تخرج " .

والحديث له متابعات عند النسائي وأحمد وغيرهما .  وفي معناه أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما .



الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

الأجوبة عن الاسئلة

س/ هل صح ان عثمان رضي الله عنه ختم القران في ركعة ؟ وان الشافعي له ختمتان لكل يوم وليلة في رمضان ؟.

ج/ صحت اثار كثيرة عن السلف منهم عثمان وغيره
أنهم يختمون في ليلة ومرتين وفي ركعة وهو محمول إما أنه لم يثبت عندهم ما يخالفه من السنة أو أنهم لم يطلعوا على النهي في ذلك أو أنهم يفرقون بين الأيام الفضيلة وغيرها فليس هو على الدوام
والأخير جيد مع إمكانية حصول ذلك في الواقع لكثير من عباد العصر الحديث .
 والله اعلم

س / حديث " أفضل الصدقة في رمضان "

ج/ ضعيف أخرجه الترمذي وغيره واللفظ لسليم الرازي في جزئه عزاه له في الجامع الصغير للسيوطي ولفظ الترمذي عن أنس : قال سئل النبي صلى الله عليه و سلم ؟ أي الصوم أفضل بعد رمضان ؟ فقال شعبان لتعظيم رمضان قيل فأي الصدقة أفضل ؟ قال صدقة في رمضان

قال أبو عيسى هذا حديث غريب و صدقة بن موسى ليس عندهم بذاك القوي.

قلت تفرد به صدقة بن موسى وهوضعيف.


س/ حديث"" أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان ، و أنزلت التوراة لست مضين من رمضان ،و أنزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان ، و أنزل الزبور لثمان عشرة خلت

من رمضان ، و أنزل القرآن لأربع و عشرين خلت من رمضان " .

ج/ حديث حسن لغيره أخرجه أحمد من حديث واثلة وسنده فيه مقال وله شاهد ضعيف من حديث ابن عباس وآخر من حديث جابر بسند ضعيف عزاه ابن كثيرفي التفسير سورة البقرة  لابن مردويه وصدره بروي وأخرجه أبويعلى بسند ضعيف جدا وغالب الظن أنه نفس السند لابن مردويه .والله أعلم  
س/ عن حديث" الأرواح تعرج في منامها إلى السماء فتؤمر بالسجود عند العرش فمن كان طاهرا سجد عند العرش ومن ليس بطاهر سجد بعيدا من العرش"


ج / أخرجه البخاري في التاريخ ترجمة علي بن غالب والبيهقي في الشعب 3/29 عن علي بن غالب الفهري القرشي، قال سعيد بن عفير حدثنا يحيى بن أيوب عن علي بن غالب الفهري: عن واهب بن عبد الله المعافري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ... فذكره موقوفا على الصحابي .

قال عقبه البخاري عن واهب، روى عنه يحيى بن أيوب، ولا أراه إلا صدوقا، ويقال المحاربي، ولا اراه يصح .أهـ

وقال البيهقي :هكذا جاء موقوفا و تابعه ابن لهيعة عن واهب.

قلت : إن ثبت السند إلى ابن لهيعة فالأثر حسن لغيره لضعف علي بن غالب.  

ويرد هنا سؤال هل يعد من قبل المرفوع حكما لأنه لا يقال من قبل العقل فالجواب: لا يعد من قبل المرفوع حكما لأن ابن عمرو ممن سمع وروى الإسرائيليات . والله أعلم

تنبيه عزا بعض الناس هذا الأثر للبخاري وأطلق والحقيقة ليس هو في الصحيح ولا السنن الأربعة وظنه البعض مرفوعا وليس بصواب بل هو موقوف على الصحابي .


الجمعة، 29 يوليو 2011

إن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل، سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال: ائتني بالشهداء أشهدهم، فقال: كفى بالله شهيدا، قال: فأتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلا، قال: صدقت، فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر فقضى حاجته، ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله، فلم يجد مركبا، فأخذ خشبة فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه، ثم زجج موضعها، ثم أتى بها إلى البحر، فقال: اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلانا ألف دينار، فسألني كفيلا، فقلت: كفى بالله كفيلا، فرضي بك، وسألني شهيدا، فقلت: كفى بالله شهيدا، فرضي بك، وأني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر، وإني أستودعكها، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه، ينظر لعل مركبا قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطبا، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الذي كان أسلفه، فأتى بالألف دينار، فقال: والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك، فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثت إلي بشيء؟ قال: أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه، قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة، فانصرف بالألف الدينار راشدا "


أخرجه البخاري في عدة مواضع معلقا وموصولا مطولا ومختصرا وله متابعات عند أحمد وغيره

قوله "سأل بعض بني إسرائيل" : قال الحافظ : ولم اقف على اسم هذا الرجل لكن رأيت في مسند الصحابة الذين نزلوا مصر لمحمد بن الربيع الجيزي بإسناد له فيه مجهول عن عبد الله بن عمرو بن العاص يرفعه أن رجلا جاء إلى النجاشي فقال له اسلفنى ألف دينار إلى أجل فقال من الحميل بك قال الله فأعطاه الألف فضرب بها الرجل أي سافر بها في تجارة فلما بلغ الأجل أراد الخروج إليه فحبسته الريح فعمل تابوتا فذكر الحديث نحو حديث أبي هريرة واستفدنا منه أن الذي اقرض هو النجاشي فيجوز أن تكون نسبته إلى بني إسرائيل بطريق الأتباع لهم لا أنه من نسلهم. ا هـ

ورده العيني وأغلظ القول على الحافظ تلميحا لا تصريحا

قلت كلام العيني أوجه وإنما أراد الحافظ بذكر الرواية ندرتها هنا كإيراد الإحتمال في المعدوم . ثم إن الرواية لم تتعرض للذي طلب السلف وإنما ذكرت المقرض فالمقرض كان من المتوكلين على الله تعالى مع أنه خاطر بماله والمقترض أمينا حريصا على رد المال لصاحبه أرسله في اللوح لقوة توكله أيضا مع تحمله تبعات عدم وصوله للمقرض كما في آخر القصة .

فقوله" أن يسلفه " بضم الياء من أسلف إسلافا يقال سلفت تسليفا وأسلفت إسلافا والاسم السلف وهو في المعاملات على وجهين أحدهما القرض الذي لا منفعة فيه للمقرض غير الأجر والشكر وعلى المقترض رده والعرب تسمي القرض سلفا والثاني هو أن يعطي مالا في سلعة إلى أجل معلوم بزيادة في السعر الموجود عند السلف وذلك منفعة للمسلف ويقال له سلم والمراد ههنا هو المعنى الأول.

قوله" ائتني بالشهداء أشهدهم" : هذا الأصل في تثبيت الحقوق في المعاملات .

قوله " كفى بالله كفيلا، قال: صدقت" : في رواية قال:"نعم" وهي أعظم من الشهداء والمكاتبة . فاما يأتيه حقه في الدنيا وإما يأتيه في الآخرة قد كفله الله تعالى له. في رواية " وغدا رب المال إلى الساحل يسأل عنه ويقول اللهم اخلفنى وإنما أعطيت لك"

قوله" فأخذ خشبة فنقرها": أي حفرها. وفي رواية "نجر خشبة فجعل المال في جوفها".

قوله " وصحيفة منه إلى صاحبه" : في رواية " من فلان إلى فلان "

قوله " ثم زجج ": قال الحافظ :كذا للجميع بزاى وجيمين .

قال الخطابي أي سوى موضع النقر واصلحه وهو من تزجيج الحواجب وهو حذف زوائد الشعر . ويحتمل أن يكون ماخوذا من الزج وهو النصل كان يكون النقر في طرف الخشبة فشد عليه زجا ليمسكه ويحفظ ما فيه وقال عياض معناه سمرها بمسامير كالزج أو حشي شقوق لصاقها بشيء ورقعه بالزج ـ

قلت والزج هنا سنان الرمح.

قوله "تسلفت فلانا "كذا وقع فيه والمعروف تعديته للمفعول بحرف الجر و في رواية الإسماعيلي "استسلفت من فلان".

قوله "وانى جهدت" : بفتح الجيم والهاء أي بذلت وسعي وعجزت أن أجد مركبا ليوصل المال لصاحبه .

قوله " وإني أستودعكها" : وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستودع الجيش.

قوله "حتى ولجت فيه " بتخفيف اللام أي دخلت في البحر.

قوله "فأخذها لأهله حطبا " فلما نشرها أي قطعها بالمنشار وجد المال وفي رواية " فلما كسرها" وفي رواية " وغدا رب المال يسأل عن صاحبه كما كان يسأل فيجد الخشبة فيحملها إلى أهله فقال اوقدوا هذه فكسروها فانتثرت الدنانير منها والصحيفة فقراها وعرف".

وقوله" حطبا" نصب على أن أخذ من أفعال المقاربة فيعمل عمل كان ويجوز أن يكون منصوبا بمقدر تقديره فأخذها يجعلها حطبا لتستعمل في الوقود .

والحديث استدل به من يقول بحجية شرع من قبلنا هل هو شرع لنا وفيه خلاف معروف في أصول الفقه ليس هنا موضع بحثه .

وفيه اثبات كرامات الأولياء . وفضل التوكل على الله تعالى . وفيه جواز التجارة في البحر. وفيه القرض إلى أجل دون لا فرق بين شهر ونصفه وهومشكل من حيث تفير الأسواق .وفيه ان ما استخرج من البحر والنهر لا يجب فيه الصدقة أو الخمس وهو قول الجمهور . وفيه أن معلم العلم يخبر بالقصص التي تحث على الأمانة والتوكل على الله تعالى ونحو ذلك .

وفيه تعريف اللقطة وذكر الأوصاف والقرائن الدلة عليها.

وفيه ذكر قصص بني إسرائيل للإتعاظ وأخذ العبر . وفيه أن بني إسرائيل ليسوا سواء قال الله تعالى " ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون".

وفيه فضل الرجلين الذين في القصة من بني إسرائيل وأن بعض الأزمنة والأمكنة يوجد فيهم من هو على مثل هذه الصفات الحميدة.

السبت، 23 يوليو 2011

النصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصرة لله تعالى

عن أنس، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :"لا يؤمن أحدكم، حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين".

أخرجه البخاري 15 ومسلم 44

هذا الحديث من جوامع الكلم فقد جمع معاني كثيرة

والحديث فيه أن محبته صلى الله عليه وسلم محبة شرعية قائمة على الإختيار لا الفطرة فيجب على المسلمين أن يقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنفسهم وأموالهم وآبائهم وأمهاتهم وأولادهم والناس أجمعين وثواب هذه المحبة الحشر في زمرته صلى الله عليه وسلم و:"المرء مع من أحب". و:"المرء على دين خليله".

وكما قال تعالي : {قل إن كان آباؤكم وأبنآؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } أي: فانتظروا ماذا يحل بكم من عقابه ونكاله بكم؛ ولهذا قال: ( حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين )

وقال تعالي : {والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين } .

وأخرج البخاري 6632 عن عبد الله بن هشام قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك " فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"الآن يا عمر".

وإنه مما يؤسف جدا أن لا ينتفض بعض الناس والطوائف والدول لنصرة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم باليد أو المال واللسان ـــ وهاتين الأخيرتين أقوى فاعلية وأنكى وهي البركة والنصرة لأصحاب الأموال والإقتصاد أفرادا ومؤسسات خاصة وعامة في أموالهم وشركاتهم ومؤسساتهم وأنفسهم وأولادهم ووالله لن يجدوا السعادة في غيرها ــــ

فأينهم من حرق المصحف والرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولماذا لم ينتفضوا كإخوانهم الذين سيروا المظاهرات وقاطعوا السلع ولماذا انتفض البعض للقباب والأضرحة والمعابد الوثنية ــ مع التكريم لأصحاب القبور من باب إكرام الميت ــ فأينهم من النصوص الصحيحة الواضحات وإعتقاد الأئمة المتبوعين من الصحابة ومن تبعهم إلى يوم الدين والإنتماء لها .

فقد تركوا هذا ولم يلتفتوا إليه وزلت بهم المواقف فوجدوا أنفسهم في غير سفينة المحبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم فتخطفتهم الأهواء وزلت بهم الأقدام .

وهكذا من لم يكن حبله ممدودا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم انقطع وسقط ومن كان حبله ممدودا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم رفع الله تعالى ذكره .

أسأل الله العلي الكريم السلامة وأن يهديهم الله تعالى للرشد .

الأربعاء، 20 يوليو 2011

الأجوبة عن الأسألة

ـ س / " من قال في رجب وشعبان ورمضان فيما بين الظهر والعصر : أ ستغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم وأتوب إليه أوحى الله أن أحرقوا كتاب سيئاته من ديوان صحيفته "



ج/ هذا الحديث متداول عند بعض العامة ومصدره بلاد فارس ولا يعرف له سند صحيح ولا ضعيف .

والله اعلم .

س/ حديث "قال بسم الله وبه بدينا "

ج / صحيح

قال الضياء في المختارة 2159 أخبرنا أبو المجد زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي بأصبهان أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أخبرهم قراءة عليه أبنا أحمد بن محمود الثقفي أبنا محمد بن إبراهيم بن المقرئ أبنا أبو عروبة هو الحسين بن أبي معشر الحراني وما كتبته إلا عنه حَدَّثَنا عمرو بن هشام حَدَّثَنا محمد بن سلمة عن الفزاري عن سليمان التيمي عن أنس قال أول من ضرب في الخندق رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ المعول بيديه جميعا ثم قال بسم الله وبه بدينا ولو عبدنا غيره شقينا ألا لحبذا ربا وحبذا دينا ثم ضرب".

قلت : وهذا إسناد جيد والفزاري هو أبو إسحاق وهوثقة .

وأخرجه الحارث في مسنده مرسلا ـ زوائد الحارث 690 للهيثمي ـ قال حدثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن سليمان التيمي عن أبي عثمان قال : ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم في الخندق ثم قال ... بسم الله وبه بدينا ... ولو عبدنا غيره شقينا ... حبذا ربا وحبذا دينا" .

قلت : وهذا سند صحيح إلا أنه مرسل وعندي مرسل أبي عثمان حسن .

وله وجه آخر ضعيف ذكرت تخريجه في كتابي المقالات .

س/" إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة : فأما لمة الشيطان فإيعاذ بالشر وتكذيب بالحق ، وأما لمة الملك فايعاد بالخير وتصديق بالحق ، فمن وجد من ذلك شيئاً فليعلم أنه من الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان ثم قرأ: الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ....الآية"


ج / حسن أخرجه الترمذي وغيره وسند معلول لكن الحديث حسن لغيره فله طريق اخرجها ابن مردويه ذكرها الحافظ ابن كثير في التفسير في سورة البقرة وفي سنده راو مجهول ــ ولم يتنبه لها الشيخ الالباني رحمه الله تعالى في المشكاة ولا في هداية الرواة ــ

ثم انه لا يقال من قبيل العقل ".

س/ حديث"لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مسلم؟جزاكم"

ج/ حسن صحيح أخرجه الترمذي وابن ماجة عن ابن عمرو و البراء وله شواهد من حديث ابن عباس وجابر وابي هريرة

وعلله مما ينجبر بغيره

س/ الدعاء بالستر يوم القيامة "اللهم استرني فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض"

ج/ لا أعرفه مسندا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسن من مارواه البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال "المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة و من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " والله أعلم

س/ حديث " قال الله تعالي لموسي عليه السلام ..يا موسي خمس كلمات ان عملت بهن نفعك العلم كله والا تعمل بهن لا ينفعك من العلم شيئا ..يا موسي كن واثقا من رزق مضمون لك مادامت خزائني مملوءة لا تنفذ ابدا ..يا موسي لا تنظر عيب غيرك مادام فيك عيب والمرء لا يخلو من عيب ابدا ..يا موسي لا تدع محاربة الشيطان مادامت روحك في بدنك فانه لايدع محا......ربتك ابدا ..يا موسي لا تخف ذا سلطان مادام سلطاني باقيا وسلطاني باق لا يزول ابدا ..يا موسي لا تامن مكري حتي تري نفسك في الجنة ففي الجنة اصاب ما اصاب ادم فلا تامن مكري"


ج / لم أجده مسندا




الجمعة، 15 يوليو 2011

يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار

ـ عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم : بالنباوة أو بالنباة يقول :" يوشك أن تعرفوا لأهل الجنة من أهل النار ، قالوا : يا رسول الله ، بم ؟ قال :" بالثناء الحسن ، والثناء السيئ".


أخرجه البزار 1134قال حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : ثنا شجاع بن الوليد ، قال : ثنا هاشم بن هاشم ،عنه ...به .

وقال وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد ، ولا نعلم رواه عن سعد إلا عامر ، ولا عن عامر إلا هاشم بن هاشم ، ولا عن هاشم بن هاشم إلا شجاع ، ولم نسمعه إلا من الحسن بن عرفة.

قلت : وسنده حسن وله شاهد حسن في الشواهد ويحتمل التحسين عند ابن ماجة 4221 وابن حبان 7384 وغيرهما عن نافع بن عمر الجمحي عن أمية بن صفوان عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبيه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالنباوة أو النباوة " قال والنباوة من الطائف " قال : " يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار " . قالوا بم ذاك ؟ يا رسول الله قال :" بالثناء الحسن والثناء السيء . أنتم شهداء الله بعضكم على بعض ".

ونقل ابن عساكر في تاريخه ترجمة الدارقطني عن الدارقطني قال : قال الدارقطني هذا حديث غريب من حديث أبي بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبيه تفرد به أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي عنه وتفرد به نافع بن عمر الجمحي عن أمية.

قال السندي في حاشية مسند الامام أحمد قال السندي: "بالثناء السيئ....": أي فمن أثنيتم عليه ثناء جميلا، فهو من أصحاب الجنة. قيل: هذا مخصوص بالصحابة، وقيل: بمن كان على صفتهم في الإيمان، وقيل: هذا إذا كان الثناء مطابقا لأفعاله، وقال النووي: الصحيح أنه على عمومه وإطلاقه، فكل مسلم مات، فألهم الله تعالى الناس أومعظمهم الثناء عليه كان ذلك دليلا على أنه من أهل الجنة سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا، إذ العقوبة غير واجبة، فإلهام الله الثناء عليه دليل على أنه ثناء المغفرة له، والله تعالى أعلم.


قلت كلام النووي هو الراجح لكن قوله يوشك لا تدل على التحقيق ولكنها تدل على القرينة المرجحة .

قال ابن تيمية فمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له بالجنة، وأما من لم يشهد له بالجنة، فقد قال طائفة من أهل العلم : لا نشهد له بالجنة ولا نشهد أن الله يحبه، وقال طائفة : بل من استفشى من بين الناس إيمانه وتقواه، واتفق المسلمون على الثناء عليه،كعمر بن عبد العزيز والحسن البصري وسفيان الثوري وأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي ، وكان أبواه نصرانيين، فأسلماه إلى مؤدبهم، وهو صبي، فكان المؤدب يقول له : قل : ثالث ثلاثة، فيقول معروف : بل هو الواحد، فضربه المعلم على ذلك ضربا مبرحا فهرب منه وكان أبواه يقولان : ليته يرجع إلينا على أي دين شاء فنوافقه عليه . فرجع فدق الباب فقيل : من بالباب ؟ فقال : معروف، فقيل له : على أي دين ؟ فقال : على الإسلام، فأسلم أبواه، وكان مشهورا بإجابة الدعوة، توفى سنة مائتين، وقيل : إحدى ومائتين، وقيل غير ذلك . وعبد الله بن المبارك رضي الله عنهم وغيرهم، شهدنا لهم بالجنة؛ لأن في الصحيح : أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال : " وجبت، وجبت " ، ومر عليه بجنازة، فأثنوا عليها شرا، فقال : " وجبت، وجبت " . قالوا : يا رسول الله، ماقولك : وجبت، وجبت ؟ قال : " هذه الجنازة أثنيتم عليها خيرا فقلت : وجبت لها الجنة، وهذه الجنازة أثنيتم عليها شرا فقلت : وجبت لها النار " ، قيل : وإذا علم هذا فكثير من المشهورين بالمشيخة في هذه الأزمان، قد يكون فيهم من الجهل والضلال والمعاصي والذنوب ما يمنع شهادة الناس لهم بذلك، بل قد يكون فيهم المنافق والفاسق، كما أن فيهم من هو من أولياء الله المتقين، وعباد الله الصالحين، وحزب الله المفلحين، كما أن غير المشائخ فيهم هؤلاء . وهؤلاء في الجنة،والتجار والفلاحون وغيرهم من هذه الأصناف .

إذا كان كذلك فمن طلب أن يحشر مع شيخ لم يعلم عاقبته كان ضالا، بل عليه أن يأخذ بما يعلم، فيطلب أن يحشره الله مع نبيه والصالحين من عباده . كما قال الله تعالى : {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين } ، وقال الله تعالى : {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون } ، وعلى هذا فمن أحب شيخا مخالفا للشريعة كان معه، فإذا دخل الشيخ النار كان معه، ومعلوم أن الشيوخ المخالفين للكتاب والسنة أهل الضلال والجهالة، فمن كان معهم كان مصيره مصير أهل الضلال والجهالة، وأما من كان من أولياء الله المتقين : كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم، فمحبة هؤلاء من أوثق عرى الإيمان، وأعظم حسنات المتقين .

الخميس، 7 يوليو 2011

هل تدري أي العلم أول أن يرفع





أخرج أحمد والنسائي في الكبرى وابن حبان والحاكم وغيرهم واللفظ لأحمد عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي قال: حدثنا جبير بن نفير، عن عوف بن مالك أنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ذات يوم، فنظر في السماء، ثم قال: " هذا أوان العلم أن يرفع "، فقال له رجل من الأنصار يقال له زياد بن لبيد: أيرفع العلم يا رسول الله وفينا كتاب الله، وقد علمناه أبناءنا ونساءنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن كنت لأظنك من أفقه أهل المدينة "، ثمذكر ضلالة أهل الكتابين، وعندهما ما عندهما من كتاب الله عز وجل، فلقي جبير بن نفير شداد بن أوس بالمصلى، فحدثه هذا الحديث عن عوف بن مالك فقال: صدق عوف، ثم قال: " وهل تدري ما رفع العلم ؟ " قال: قلت: لا أدري . قال: " ذهاب أوعيته " . قال: " وهل تدري أي العلم أول أن يرفع ؟ " قال: قلت: لا أدري . قال: " الخشوع، حتى لا تكاد ترى خاشعا "


قلت : هذا حديث صحيح الإسناد وأخرجه الترمذي من مسند أبي الدرداء لكن في سنده كاتب الليث وهو كثير الغلط وقول الترمذي يشير لعدم تفرد كاتب الليث به ولم أجد المتابعة المشار إليها مع أني وجدت كاتب الليث رواه أيضا من حديث عوف بن مالك عند ابن أبي عاصم والطبراني كلاهما في الأوائل مما يدل على سوء حفظه رحمه الله تعالى .


ولست في صدد مناقشة قول الترمذي رحمه في حديث كاتب الليث " حسن غريب " فقد ناقشتها في تعليقي على النزهة للحافظ ابن حجر وذكرت احتمالا ثالثا لها.


على كل ليس لها تأثير في صحة الحديث .


وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين من طريق أخرى عن فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "أول ما يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا يرى فيه خاشعا".


قلت : وفرج ضعيف ومع ذلك تساهل البعض فحسن سنده .


والحديث أخرجه أحمد من مسند زياد بن لبيد عن سالم بن أبي الجعد، عن زياد بن لبيد، قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، فقال: " وذاك عند أوان ذهاب العلم " قال: قلنا: يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا، ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة قال: " ثكلتك أمك يا ابن أم لبيد، إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة، أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل لا ينتفعون مما فيهما بشيء ".


قلت : والظاهر أنه منقطع سالم لم يسمع من زياد .


وله شاهد حسن في الشواهد عند الطبراني في الكبير من حديث وحشي رضي الله عنه .


الحديث فيه دلالة :


ـ على أن الخشوع ثمرة من ثمار العلم سواء كان في حالة الصلاة أو جميع الحالات الأخرى الظاهرة والباطنة .


وفيه حث بين على إظهار الخشوع المخبر عن حالة القلب.


والحديث يفسر العلم بالقرآن وتدخل السنة تباعا.


ويمكن أن يخفى بعض العلم عن بعض العلماء دون البعض الآخر .


وفيه التحذير من الوقوع في الفتن .


وفيه الخشوع والخوف من الله تعالى أحد عوامل الوقاية من الفتن نسأل الله تعالى السلامة والتوفيق في الإبانة .


والحديث محمول على آخر الزمان بقبض العلماء أي موتهم .






الجمعة، 1 يوليو 2011

" احتلبوا هذا اللبن بيننا "

قال الإمام مسلم في صحيحه رقم 2055 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة بن سوّار حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن المقداد قال

: أقبلت أنا وصاحبان لي وقد ذهبتْ أسماعنا وأبصارنا من الجَهد. فجعلنا نعرِض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فليس أحد منهم يقْبَلنا فأتينا النبي صلى الله عليه و سلم فانطلق بنا إلى أهله. فإذا ثلاثة أعْنُز فقال النبي صلى الله عليه و سلم :" احتلبوا هذا اللبن بيننا ". قال فكُنّا نحتلب فيشرب كل إنسان منا نصيبه .ونرفع للنبي صلى الله عليه و سلم نصيبه قال فَيَجيءُ من الليل فيُسلّم تسليما لا يوقظ نائما ويُسمع اليقظان .قال ثم يأتي المسجد فيصلي .ثم يأتي شرابه فيشرب .فأتاني الشيطانُ ذات ليلة وقد شربتُ نصيبي فقال: محمد يأتي الأنصار فيُتْحفُونه ويصيب عندهم. ما به حاجة إلى هذه الجُرْعة .فأتيتُها فشربتُها .فلما أن وَغَلتْ في بطني وعلمت أنه ليس إليها سبيل. قال ندّمَني الشيطان .فقال ويحك ما صنعتَ ؟ أشربتَ شرابَ محمد ؟ فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلِك. فتذهب دنياك وآخرتك .وعليّ شملة إذا وضعتها على قدميّ خرج رأسي .وإذا وضعتها على رأسي خرج قدمايَ وجعل لا يجيئني النوم .وأما صاحبايَ فناما ولم يصنعا ما صنعت .قال فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فسلم كما كان يسلم .ثم أتى المسجد فصلى .ثم أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا. فرفع رأسه إلى السماء. فقلت: الآن يدعو عليّ فأهلك فقال:" اللهم أطعم من أطعمني وأسق من أسقاني ". قال فعمَدتُ إلى الشملة فشددتها عليّ. وأخذت الشفرة فانطلقت إلى الأعنز أيها أسمن فأذبحها لرسول الله صلى الله عليه و سلم .فإذا هي حافلة وإذا هن حُفّل كلهن .فعمدت إلى إناء لآل محمد صلى الله عليه و سلم ما كانوا يطمَعُون أن يحتلبوا فيه .قال فحلبت فيه حتى علته رغوة فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :"أشربتم شرابكم الليلة ؟ ". قال قلت :يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني فقلت يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني فلما عرفت أن النبي صلى الله عليه و سلم قد رَوِىَ وأصبتُ دعوته ضحكتُ حتى ألقيت إلى الأرض قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم :" إحدى سوآتك يا مقداد ". فقلت :يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا وفعلت كذا .فقال النبي صلى الله عليه و سلم :" ما هذه إلا رحمة من الله أفلا كنت آذنْتَني فنوقظَ صاحبينا فيصيبان منها ". قال فقلت والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتَها وأصبتُها معك من أصابها من الناس.


غريب الحديث أو المفردات:


الجهد : بفتح الجيم هو الجوع والمشقة .


فليس أحد منهم يقبلنا : هذا محمول على أن الذين عرضوا أنفسهم عليهم كانوا مقلين ليس عندهم شيء يواسون به.


احتلبوا هذا اللبن بيننا .. في مسند أحمد "وعنده أربع أعنز، فقال لي: " يا مقداد، جزئ ألبانها بيننا أرباعا "، فكنت أجزئه بيننا أرباعا".


ما به حاجة إلى هذه الجرعة : هي بضم الجيم وفتحها حكاهما ابن السكيت وغيره وهي الحسوة من المشروب.


وغلت في بطني : بالغين المعجمة المفتوحة أي دخلت وتمكنت منه.


حافلة : الحفل في الأصل الاجتماع قال في القاموس الحفل والحفول والحفيل الاجتماع يقال حفل الماء واللبن حفلا وحفولا وحفيلا إذا اجتمع وكذلك يقال حفله إذا جمعه ويقال للضرع المملوء باللبن ضرع حافل وجمعه حفل بتشديد الفاء المعجمة ويطلق على الحيوان كثير اللبن حافلة بالتأنيث .


رغوة : هي زبد اللبن الذي يعلوه وهي بفتح الراء وضمها وكسرها ثلاث لغات مشهورات .


اشرب : فعل الأمر للدعاء والسؤال.


إحدى سوءاتك : أي أنك فعلت سوأة من الفعلات فما هي


ما هذه إلا رحمة من الله: وفي رواية عند أحمد "هذه بركة نزلت من السماء". أي إحداث هذا اللبن في غير وقته وخلاف العادة وهذا اعترف بفضل الله تعالى ، وشكر لنعمته ، واقرار بمنته ، فله الحمد أولا وآخرا ، وباطنا وظاهرا .


الفوائد والعبر


ـ صبر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على الجوع .


ـ وفيه كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع حاجته للبن .


ـ مشروعية السلام ولو لم يكن أحد.


ـ خفض الصوت بالسلام لمن كان نائما والظاهر لا فرق بين الليل والنهار لأجل العلة وإن كان الحديث يفيد أن فعله للسلام كان بالليل .


ـ شأن قيام الليل عظيم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .


ـ مشروعية القيام في المسجد . وعدم الجلوس قبل الركعتين .


ـ الحذر من ووسوسة الشيطان وشراكه. وفضل التراجع للصواب وعدم التمادي في الغلط.


ـ حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وتصديقهم له وحبه صلى الله عليه وسلم لهم وعدم الكلفة بينهم .


ـ ما كان عليه النبى صلى الله عليه و سلم من الحلم والأخلاق المرضية والمحاسن المرضية وكرم النفس والصبر والاغضاء عن حقوقه فإنه صلى الله عليه و سلم لم يسأل عن نصيبه من اللبن.


ـ فيه الدعاء للمحسن والخادم ولمن سيفعل خيرا.


ـ وفيه خوف الصحابة من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم ومعناه أنه كان عند المقداد بن الأسود الحزن شديد خوفا من أن يدعو عليه النبي صلى الله عليه وسلم لكونه أذهب نصيب النبي صلى الله عليه و سلم وتعرض لأذاه فلما علم أن النبي صلى الله عليه و سلم قد روِىَ وأجيبت دعوته له لا عليه فرح وضحك حتى أسقط أوسقط على الوجهين للفعل " ألقيت " إلى الأرض من كثرة ضحكه لذهاب ما كان به من الحزن وانقلابه مسرورا بشرب النبي صلى الله عليه و سلم وإجابة دعوته لمن أطعمه وسقاه


ـ وفيه معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وجريان ذلك على يد المقداد ألا وهي وجود اللبن في ضرع الشاة مع أنها قد حلبت .


ـ منقبة للمقداد أخرى وهي ظهور المعجزة على يديه ووهو ينظر إليها ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم له ولم يتفطن المقداد لهذه المعجزة قبل وقوعها وأخذ الدعاء على الظاهر وظن أن المطلوب منه ذبح شاة لوقوع الدعاء عليه فتناسب قول المقداد " والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتَها وأصبتُها معك من أصابها من الناس" .










الأحد، 26 يونيو 2011

ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله

ــ عن عبد الله بن شداد عن أبيه ، قال: "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنا أو حسينا فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال أبي فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك! قال:" كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته".


قلت : أخرجه النسائي 1145 حسن وله متابعة صحيحه عند أحمد 3 / 493 و 6 / 467


وفي رواية عنده قال إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر.


والحديث اخرجه غير واحد وصححه جماعة من حفاظ الحديث .


قال السندي: قوله: قد حدث أمر: كناية عن الموت والمرض.


قوله : "فكل ذلك لم يكن": أي ما وقع شيء مما قلتم.


قوله: "ارتحلني": اتخذني راحلة بالركوب على ظهري.


قوله: "أن أعجله": من التعجيل أو الإعجال.أ هـ


وفيه من الفوائد:


ـ فيه فضل الحسن والحسين ومحبته صلى الله عليه وسلم لهما.


ـ لا بأس بتطويل السجود للعذر.


ـ وجواز من استراب بتطويل الامام في سجوده في رفع رأسه ليستعلم هل خفى عنه تكبير الامام أو لا .


ـ يجوز للمصلي أن يحمل طفلاً أو طفلة على ظهره أو كتفيه، أو يحمله بين يديه وهو في الصلاة .


ـ وفيه حضور الأطفال إلى المسجد يجوز خلافا لمن منعه.


ـ وفيه اعتنائه صلى الله عليه وسلم بالأطفال ، ومداعبته لهم ، فيظهر واضحاً جلياً وهكذا كان يتعامل صلى الله عليه وسلم مع الأطفال، أما التعامل مع الأطفال بالضرب والشتم والمطاردة في المسجد، خطأ حتى أصبح كثير من الأطفال يخافون من دخول المسجد لما يرونه من تهديد مستمر ووعيد دائم.


وفيه رحمته صلى الله عليه وسلم بالأطفال لا تفارقه حتى وهو في عبادته.


ـ وفيه أن الصلاة تبطل بالكلام.






الخميس، 23 يونيو 2011

آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم فديته بنفسي ووالدي ّ وأهلي وولدي والناس أجمعين

ـ عن مقسم أبي القاسم، مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن مولاه عبد الله بن الحارث، قال: اعتمرت مع علي بن أبي طالب، في زمان عمر، أو زمان عثمان، فنزل على أخته أم هانئ بنت أبي طالب، فلما فرغ من عمرته رجع، فسكب له غسل فاغتسل، فلما فرغ من غسله دخل عليه نفر من أهل العراق، فقالوا: يا أبا حسن، جئناك نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه، قال: أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا: أجل، عن ذلك جئنا نسألك . قال: " أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس "
أخرجه أحمد 787 حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني أبي إسحاق بن يسار،عنه... به .


قلت: وهذا سند حسن .


ـ عن أبي عسيب، أو أبي عسيم، قال بهز: إنه شهد الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: كيف نصلي عليه ؟ قال: " ادخلوا أرسالا أرسالا "، قال: " فكانوا يدخلون من هذا الباب فيصلون عليه، ثم يخرجون من الباب الآخر "، قال: " فلما وضع في لحده صلى الله عليه وسلم، قال المغيرة: قد بقي من رجليه شيء لم يصلحوه ، قالوا: فادخل فأصلحه، فدخل، وأدخل يده فمس قدميه، فقال: أهيلوا علي التراب، فأهالوا عليه التراب، حتى بلغ أنصاف ساقيه، ثم خرج، فكان يقول أنا أحدثكم عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم "


أحمد 20766 حدثنا بهز، وأبو كامل، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران يعني الجوني،عنه ... به .


قلت : وسنده صحيح .





الخميس، 16 يونيو 2011

الله جل جلاله ينشئ السحاب قال تعالى "هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال . ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال " .

قال أحمد 5 / 435 حدثنا يزيد، أخبرنا إبراهيم بن سعد، أخبرني أبي، قال: كنت جالسا إلى جنب حميد بن عبد الرحمن في المسجد، فمر شيخ جميل من بني غفار وفي أذنيه صمم، أو قال: وقر، أرسل إليه حميد، فلما أقبل قال: يا ابن أخي، أوسع له فيما بيني وبينك، فإنه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حتى جلس فيما بيني وبينه، فقال له حميد: حدثني بالحديث الذي حدثتني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الشيخ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله ينشئ السحاب، فينطق أحسن المنطق، ويضحك أحسن الضحك " .

قلت : وسنده صحيح , وجهالة الصحابي لا تضر ولا أعلم في ذلك خلافا معتبرا. والحديث له شاهد عند العقيلي في الضعفاء ترجمة أمية بن سعيد وفيه جهالة قاله العقيلي والذهبي في الميزان وأقره الحافظ في اللسان .


قلت وفيه علة أخرى هي أدهى من أختها سابقة الذكر وهي الراوي عنه وهو عمرو بن الحصين متروك الحديث.وعليه فالحديث من مسند أبي هريرة منكر جدا . ولذلك قال الحافظ في اللسان : والمحفوظ ما رواه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال إني لجالس مع عمي حميد إذ عرض شيخ جليل فأرسل إليه فقال الحديث الذي ذكرت إنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في السحاب فذكره وهذا أولى ولا يصح عن صفوان بن سليم ولا عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه ولعله أتى من الراوي عنه عمرو بن الحصين. أهـ


قلت : والظاهر أن عمران هذا تفرد به ففي الغرائب والأفراد للدارقطني ترتيب الحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال : تفرد به عمرو بن حصين عن أمية بن سعيد الأموي عن صفوان بن سليم عنه.


قال ابن كثير في التفسير : والمراد -والله أعلم -أن نطقَها الرعدُ، وضحكها البرقُ.


وقال الرامهرمزي في الأمثال : هذا من أحسن التشبيه والصفة ، لأنه جعل صوت الرعد منطقا للسحاب، وتلألؤ البرق بمنزلة الضحك لها.


وذهب الطحاوي في "شرح المشكل" إلى أن نطق السحاب هطوله، وضحكه إخراجه الجنان والمراعي، ونقل هذا المعنى عن الفراء.


قلت : والبعض أرجع الضمير إلى لفظ الجلالة والصواب هنا إلى أقرب مذكور وهو السحاب وأما إثبات صفة الضحك لله تبارك وتعالى فلها أدلة غير هذا والله اعلم .










الجمعة، 10 يونيو 2011

أحاديث جعل عليها علامة إستفهام في كتاب الترغيب والترهيب القسم الضعيف منه للشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى .





1115 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خان من ائتمنه فأنا خصمه






1116 - وعن قتادة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول علامة المنافق ثلاثة إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا ائتمن خان


1117 - وعن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خان شريكا له فيما ائتمنه عليه واسترعاه له فأنا بريء منه


1118 - وعن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن إذا حدث صدق وإذا عاهد لم يغدر وإذا ائتمن لم يخن".


قلت : وضع على الأحاديث الأربعة علامة استفهام وفي الهامش قال: كذا الأصل بدون تخريج وكذا الذي الذي بعده وهما واللذان بعدهما لم يردوا في نسخة عمارة وغيرها والأول لم أقف عليه والثاني معروف من حديث ابن عمرو وسيأتي في الصحيح 23/ ـ الأدب /24 /14 . والأخيران لم أجدهما ختى ولا في الجامع الكبير للسيوطي وعزوهما لأبي يعلى والبزار فيه نظر فأني لم أرهما في المجمع . والله أعلم . أهـ


قلت : وقد بحثت عنها فلم أجدها سوى أن ابن حجر الهيتمي ذكر الأربعة كما هنا إلا الحديث الأول قال وورد وذكره . والذي ظهر أنه ناقل من الترغيب وهذا يؤكد صحت الأصل وعليه فإما خطأ العزو قديم أو أنه سقط سهوا من مصادرها أو اختلاف النسخ . والله أعلم .






1394 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا نسمع أن الرجل يتعلق بالرجل يوم القيامة وهو لا يعرفه فيقول له ما لك إلي وما بيني وبينك معرفة فيقول كنت تراني على الخطإ وعلى المنكر ولا تنهاني ذكره رزين ولم أره.


قلت : لم أجده سوى أن صاحب الزواجر ذكره ولم يعقب عليه وذكروا أن ما تفرد به رَزين ضعيف .


1664 - ( ضعيف ) وروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه فيها بغير حق أخافه الله يوم القيامة . رواه الطبراني.


1665 - ورواه أبو الشيخ من حديث أبي هريرة.


قلت : وجدته عن أبي هريرة في تاريخ بغداد 9/ 221 والعلل المتناهية لابن الجوزي 1279 وقال عقبه : هذا حديث لا يصح قال الدارقطني عمرو بن جرير متروك.


1708 - ( ضعيف ) وعن أنس رضي الله عنه قال لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال :"يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما خفيفتان على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما" قال : بلى يا رسول الله قال:" عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما". رواه ابن أبي الدنيا والبزار والطبراني وأبو يعلى ورواته ثقات والبيهقي بزيادة .






1709 ــ 1602 مكرر ــ ورواه أبو الشيخ ابن حيان من حديث أبي الدرداء قال قال النبي صلى الله عليه وسلم :"يا أبا الدرداء ألا أنبئك بأمرين خفيف مؤنتهما عظيم أجرهما لم تلق الله عز وجل بمثلهما طول الصمت وحسن الخلق".


قلت : جعل عليه إستفهام أقصد حديث أبي الدرداء أي من مسنده . وكتاب الثواب لأبي الشيخ والعزو إليه لم يطبع ولا أعرف مكان وجوده.


علما أن المرفوع " عليك بحسن الخلق... " حسنه في الصحيحة 1938 .


2132 - ( ضعيف )


عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم اوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء كالليل المظلم


زاد رزين : ولو أن أهل النار أصابوا ناركم هذه لناموا فيها أو قال لقالوا فيها".


قلت : رواية رزين جعل عليها استفهام . وقد علمنا الضابط فيها ووجدت في كتاب صفة النار لأبي نعيم عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ، أنه سمع عبد الملك بن عمير ، يذكر قال : « لو أن أهل النار كانوا في نار الدنيا لقالوا فيها » ولقد بلغني « أن أهل النار سألوا خازنها أن يخرجهم إلى جبانها » قال : « فأخرجوا إليه ، فقتلهم البرد والزمهرير حتى رجعوا إليها ، فدخلوها مما وجدوا من البرد »


قلت : وإسماعيل بن مهاجر ضعيف . والله أعلم .


الاثنين، 6 يونيو 2011

صدق وأمانة النبي صلى الله عليه وسلم عند كفار قريش حجة عليهم

 عن خالد بن عرعرة ، عن علي رضي الله عنه ، قال : لما انهدم البيت بعد جرهم فبنته قريش فلما أرادوا وضع الحجر تشاجروا من يضعه فاتفقوا على أن يضعه أول من يدخل من هذا الباب فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب بني شيبة فأمر بثوب فوضع فأخذ الحجر فوضعه في وسطه وأمر من كل فخذ أن يأخذوا بطائفة من الثوب فيرفعوه وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه .


أخرجه مسند الطيالسي 115


وعند الطبراني في الأوسط 2442 زاد" لما رأوا النبي صلى الله عليه و سلم قد دخل من الباب قالوا قد جاء الأمين".


قلت : وخالد مستور وذكره ابن حبان في الثقات وروى عنه اثنان .


وله شاهد عند أحمد 15504 عن مجاهد، عن مولاه أنه حدثه، أنه كان فيمن يبني الكعبة في الجاهلية ؟ قال: ولي حجر أنا نحته بيدي أعبده من دون الله تبارك وتعالى، فأجيء باللبن الخاثر الذي أنفسه على نفسي، فأصبه عليه، فيجيء الكلب فيلحسه، ثم يشغر فيبول فبنينا حتى بلغنا موضع الحجر، وما يرى الحجر أحد، فإذا هو وسط حجارتنا مثل رأس الرجل يكاد يتراءى منه، وجه الرجل فقال: بطن من قريش نحن نضعه، وقال: آخرون نحن نضعه، فقالوا: اجعلوا بينكم حكما، قالوا: أول رجل يطلع من الفج ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أتاكم الأمين، فقالوا له، " فوضعه في ثوب، ثم دعا بطونهم فأخذوا بنواحيه معه، فوضعه هو صلى الله عليه وسلم "


قلت : وهذا سند جيد ومولى مجاهد: هو قيس بن السائب كما نص على ذلك ابن سعد، ووقع التصريح بذلك في بعض الروايات


عن مجاهد، انظر طبقات ابن سعد 5/446، والآحاد والمثاني لابن أبي عاصم 727 ومعجم الطبراني الكبير 18/ 931.


المفردات :

قوله: ولي حجر: أي صنم.


قوله: نحته، بتشديد التاء: أي سويته.


قوله: الخاثر: أي الغليظ.


قوله: أنفسه، من نفس به كفرح، أي بخل به.


قوله: ثم يشغر، من شغر الكلب كمنع: أي: رفع إحدى رجليه.


قوله: فيبول: أي على الصنم، فهذا بطلان ما كانوا عليه.


قوله: موضع الحجر، المراد به الحجر الأسود.


قوله: أتاكم الأمين: فيه بيان اشتهاره صلى الله عليه وسلم فيهم قبل النبوة بهذا اللقب.






الأربعاء، 1 يونيو 2011

الأجوبة عن الأسئلة



 س حديث :"من صلى أربعا بعد العشاء كن كقدرهن من ليلة القدر ". أخرجه ابن أبي شيبة وصححه الألباني


ج حديث ضعيف مرفوعا صحيح موقوفا على بعض الصحابة وقد خرجته بطول في مجموعة المقالات الحديثية وأبنت هناك السبب في عدم شهادة الموقوف للمرفوع لتصحيح المرفوع كما فعل الشيخ رحمه الله تعالى .


س حديث :" ماء زمزم لما شرب له ".


ج الصحيح من أقوال أهل العلم أنه حديث حسن في الجملة وقد خرجته قديما في مجموعة المقالات الحديثية برقم 291 والله أعلم .


س " ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام "


ج لا أعرف له سندا وإنما هو استنباط من أحاديث صحيحة وفيه من هذه الجهة أيضا نظر. والله أعلم


س حديث "التائب من الذنب كمن لا ذنب له".


ج الحديث بهذا اللفظ له شواهد يحسن بها وأفضلها سندا حديث ابن ماجه .


س عن سعد بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : هل أدلكم على اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب و إذا سئل به أعطى الدعوة التي دعا بها يونس حيث ناداه في الظلمات الثلاث "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ". فقال رجل يا رسول الله : هل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" ألا تسمع قول الله عز و جل " و نجيناه من الغم و كذلك ننجي المؤمنين ".


و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك أعطي أجر شهيد و إن برأ برأ و قد غفر له جميع ذنوبه".


ج ضعيف جدا بهذا التمام


أخرجه الحاكم بسند ضعيف جدا ولأوله متابعة ضعيفة عند ابن جرير في التفسير .


وأحسن منه ما صح مرفوعا " دعوة ذى النون إذا دعا , وهو فى بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين , فإنه لم يدع بها رجل مسلم فى شىء قط , إلا استجاب الله له".


أخرجه أحمد والترمذي .





الجمعة، 27 مايو 2011

قال الله تعالى :" وكلا وعد الله الحسنى " . وفي الحديث " وفي كل خير "

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : سبق درهم مائة ألف قالوا يا رسول الله وكيف قال رجل له درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به ورجل له مال كثير فأخذ من عُرْض ماله مائة ألف فتصدق بها".


أخرجه النسائي 2527 ـ 2528 وفي الكبرى 2306 ــ 2307 وأحمد 8929 وابن خزيمة 2443 وابن حبان 3336 والحاكم 1/416، والبيهقي 4/181-182 وغيرهم


قلت : وجملة القول في الحديث أنه حديث حسن .


قوله "عرض ماله" بضم العين وسكون الراء، أي: جانبه. أهـ


فالنفس التي تجود بنصف ما تملك أو بكل مالها ، ولا يتبقى لها إلا درهم أو لا شيء ، خير بكثير ممن تنفق جزءا ضئيلا مما تملك ويتبقى لها المال الكثير مكنوزا ، فعوامل التصدق ودوافعه مختلفة منزلة في النفس متضادة ; فالدرهم في ذاته وماهيته من جنس الدراهم الأخرى ، لم تتفاوت الماهية ولا الجنس ، ولكن تفاوتت الدوافع والعوامل الحسية والمعنوية لإنفاقه ، ولعل المفاضلة المقصودة تكون من هذا القبيل أولى .


فسر البركة في الإنفاق استحضار نية الإنفاق فمن كانت خالصة لله أثمرت وأنبتت ولم تعد من قبيل الإسراف لأنها في محلها وفي مستحقها وسيعوض عليها مثله مثل التاجر ينتظر الربح , وماكان للمدح وثناء الناس فجزاؤه المدح والثناء , ويقال في حقه الإسراف إن لم يكن في محله ومستحقه .


والعاقل ممن منّ الله تعالى عليه بالمال والخير العميم أن يتفطن لمثل هذا وأن يعلم أن هذا الخير سيتركه لغيره فهو مستخلف فيه فإن عمل به خير بقي عنده ولمن بعده وإلا فإن الله تعالى سيذهبه منه . وفي الحديث الحسن عن نبينا صلى الله عليه وسلم :" إن لله قوما يختصهم بالنعم لمنافع العباد ويقرها فيهم ما بذلوها ، فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم".


ولا شك عند أهل الإيمان أن الصديق أبا بكر، رضي الله عنه، أول من له الحظ الأوفر في الآية المذكورة والحديث السابق ونحوه من الأحاديث الحسان من هذه الأمة بعد الأنبياء ، فإنه سيّد من عمل بها من سائر أمم الأنبياء، فإنه أنفق ماله كله ابتغاء وجه الله، عز وجل، ولم يكن لأحد عنده نعمة يجزيه بها.


والله تعالى أعلم

الثلاثاء، 17 مايو 2011

إذا وافق يوم الجمعة يوم عيد وفيه عدم سقوط الظهر لمن لم يصل الجمعة والسنة حضور الجمعة

ـ عن عبد العزيز بن رفيع ، قال: سألت أهل المدينة فقلت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين بالمدينة فما اجتمع عيدان في يوم قالوا: بلى ، قام فحمد الله وأثنى عليه وقال: " إنه قد اجتمع لكم عيدان وقد أصبتم ذكرا وخيرا وإنا مجمعون، فمن شاء أن يأتينا فليأتنا، ومن شاء أن يجلس فليجلس" فلقيت ذكوان أبا صالح، فقال لي مثل ما قال أهل المدينة .


الفريابي في أحكام العيدين 138 قلت : وسنده صحيح .


ـ عن عَطَاءِ بنِ أبي رَبَاحٍ ، قال: " صَلَّى بِنَا ابنُ الزُّبَيْرِ في يَوْمِ عِيدٍ في يَوْمِ جُمُعَةٍ أوَّلَ النَّهَارِ ثُمَّ رُحْنَا إلَى الْجُمُعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إلَيْنَا فَصَلَّيْنَا وُحْدَاناً . وَكَانَ ابنُ عَبَّاسٍ بالطَّائِفِ، فَلَمَّا قَدِمَ ذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ، فقال: أصَابَ السُّنَّةَ".


أبو داود 1071 سنده حسن


ـ وأما مارواه عطاء عن ابن الزبير عند أبي داود 1072 بسند صحيح "عيدان اجتمعا في يوم واحد فجمعهما جميعا ".


قلت عمل جماهير أهل العلم على خلافه في سقوط الجمعة والظهر جميعا وإنما واحدة منهما حتى على من يقول بوقت الجمعة قبل الزوال والقول بسقوطهما أو صلاة العيد والجمعة بنية واحدة قول فرد شاذ بدليل فهم وعمل جماهير السلف والخلف ثم إن قوله فصلينا وحدانا فهم منهم في عدم سقوط الظهر كما أن قول عطاء في نقله عن ابن الزبير فجمعهما جميعا إنما هو فهم عطاء وما يدرينا أن ابن الزبير صلى الظهر في بيته أضف إلى ذلك عدم حجية عمل الصحابي الواحد هذا وقد فرضت الظهر ليلة الإسراء والجمعة بدل عنها فإذا سقطت الجمعة لعذر لم تسقط الظهر إلا بعدم التكليف أريت إن الجماعة شرط لصحة الجمعة بالإجماع وليست شرطا لصحة الظهر بالإتفاق حتى على القائلين بشرطية الجماعة كالظاهرية والله أعلم


الأحد، 15 مايو 2011

" لا شقيت يا عائش "
تالف
أخرجه المخلص في المخلصات 3104 وفي سبعة مجالس من أماليه 10 ومن طريقه ابن عساكر في ترجمة رجاء بن سهل وترجمة وهب بن وهب عن أبي محمدٍ جعفر بن عبدِاللهِ بنِ جعفرِ بنِ مجاشعٍ الختليُّ: حدثنا رجاءُ بنُ سهلٍ الصاغانيُّ: حدثنا وهبُ بنُ وهبٍ أبوالبختريِّ القاضي، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ قالتْ:


إنَّ أولَ سورةٍ تَعلمتُها مِن القرآنِ :"طه" ، فكنتُ : إِذا قلتُ "طه. مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى" قالَ صلى الله عليه وسلم:... فذكره .


قلت : سنده تالف وهب متهم بالكذب

الأحد، 8 مايو 2011

" خياركم الذين إذا سافروا قصروا الصلاة ولم يصوموا"
حديث حسن


أخرج الطبراني في الأوسط 6558 وفي الدعاء 1790 حدثنا ـ أبو علاقة ـ محمد بن أبي غسان نا عبد الله بن يحيى بن معبد المرادي ثنا بن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " خير أمتي الذين إذا أساءوا استغفروا وإذا أحسنوا استبشروا وإذا سافروا قصروا وأفطروا ".


وقال الطبراني لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا بن لهيعة تفرد به عبد الله بن يحيى بن معبد المرادي.


قلت : هذا السند به المرادي لم يعرفه الألباني في الضعيفة 3571 ولا محقق كتاب الدعاء للطبراني ولا عبدالله الفوزان في منحة العلام وفاتهم أنه في تاريخ الإسلام ــ تحقيق بشار 5 /1164 وفي تحقيق التدمري 18 /320 وقع سعد بدل معبد ــ قال: رَوَى عَنْ: ابن لَهِيعة.


وَعَنْهُ: أحمد بن يحيى بن خالد الرَّقّيّ، وأبو عِلاثة محمد بن أبي غسّان.


تُوُفّي سنة اثنتين وأربعين.


العلة الثانية: ابن لهيعة علم ما فيه وبه أعله الهيثمي في مجمع الزوائد . العلة الثالثة: تدليس أبي الزبير.


وله طريق عند عبد الرزاق 4481 وقال ابن حجر في التلخيص ورواه إسماعيل بن إسحاق القاضي في كتاب الأحكام قلت : من طريقين واللفظ لعبد الرزاق عن عروة بن رويم حدثه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال خيار أمتي من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله والذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا اساؤوا استغفروا وإذا سافروا قصروا وأفطروا وشرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به همتهم أو قال مهمتهم لين الثياب طيب الطعام والفسوق في الكلام.


قلت : إلا أنه مرسل عروة بن رويم وهو صدوق توفي سنة 135ه.


طريق أخرى ذكرها ابن أبي حاتم في العلل 1/255 من طريق خالد العبد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به.


وهذا سند ضعيف جدا؛ لأن خالد العبد ترجم له ابن عدي، وذكر أنه متهم بالوضع. وقال: خالد العبد ليس له من الحديث إلاَّ مقدار عشرة وأقل، عنِ ابن المنكدر والحسن البصري وأحاديثه بمقدار ما يرويه مناكير. وفي الميزان للذهبي رماه عمرو بن علي بالوضع، وكذبه الدارقطني.


وقال ابن حبان: كان يسرق الحديث، ويحدث من كتب الناس.


وله شاهد عند ابن الجوزي في العلل المتناهية 1319 أنبانا الحريري قال أنبأنا العشاري قال نا الدارقطني قال نا الحسن بن احمد الرهاوي قال نا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسلم قال نا محمد بن سليمان بن ابي داؤد قال نا الاوزاعي عن يحيى بن ابي كثير عن ابي سلمة عن ابي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم :" خيار امتي من شهد ان لا اله الا الله واذا احسنوا استبشروا واذا اساؤوا استغفروا واذا سافروا قصروا وافطروا وان شرار امتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا في النعيم همهم الوان الطعام والوان الشراب واذا تكلموا تشدقوا ويل للجرارين اذيالا ".


ثم قال: تفرد به محمد بن سليمان قال ابو حاتم الرازي هو منكر الحديث.


قلت : ليست العلة منه فهو صدوق كما قال الحافظ وقال الذهبي ثقة وإنما مراد أبو حاتم التفرد والذي يظهر لي أن العلة من العشاري فهو صدوق صالح لكن أدخل عليه أحاديث موضوعه وقد ترجمه الذهبي في الميزان .


وله شاهد في الحلية 7/318 حدثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى بن معاوية الطلحي وأفادنيه أبو الحسن الدارقطني ثنا سهل بن المرزبان بن محمد ابو الفضل التميمي الفارسي سنة تسع وثمانين ومائتين ثنا عبدالله بن الزبير الحميدي ثنا سفيان بن عيينة عن منصور عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت حدثني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أول ما خلق الله سبحانه وتعالى العقل فقال أقبل فأقبل ثم قال أدبر فأدبر ثم قال ما خلقت شيئا أحسن منك بك آخذ وبك أعطي ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان له واعظ من نفسه كان له من الله حافظ ومن أذل نفسه في طاعة الله فهو أعز ممن تعزز بمعصية الله ثم قال شرار أمتي الذين غدوا في النعيم الذين يتقلبون في ألوان الطعام والثياب الثرثارون الشداقون بالكلام وخيار أمتي الذين إذا أساؤا استغفروا وإذا أحسنوا استبشروا وإذا سافروا قصروا وأفطروا ".


قال أبو نعيم عقبه : غريب من حديث سفيان ومنصور عن ـ سقطت عن من الطبعة ــ الزهري لا أعلم له راويا عن الحميدي إلا سهلا وأراه واهما فيه.


قلت : والمرزبان لم أعرفه وذكر ابن حجر هذا الإسناد في التلخيص باب السواك وقال ينظر في اسناده .


وأخرجه الشافعي عن المسيب مرسلا في مسنده أخبرنا إبراهيم بن محمد عن ابن حرملة عن ابن المسيب قال :


- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خياركم الذين إذا سافروا قصروا الصلاة وأفطروا أو قال لم يصوموا".


قلت وشيخ الشافعي متروك لكنه لم يتفرد به وتبقى علة الإرسال .


فقدأخرج المتابعة عبد الرزاق 4480 عن ابن عيينة عن عبد الرحمن بن حرملة عن بن المسيب قال كنت عنده فأتاه قوم من أهل الجزيرة فقالوا يا أبا محمد إنا نسافر في المحامل وإنا نكفى أفنصوم قال لا قالوا إنا نقوى على ذلك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كان أقوى وخيرا منكم قال:" خياركم الذين إذا سافروا قصروا الصلاة ولم يصوموا". وعليه يتبين اختلاف المخرج لهذا الحديث فإذا ضممت المرسل باللفظ الأخير مع الموصول المعلول حسن فإن ابن المسيب قديم ومراسيله مختلف فيها . والله أعلم





الجمعة، 6 مايو 2011

مشرعية صلاة التسبيح وليس المقصود منها الخصوصية لأحد ولا تصلى جماعة على الصحيح وكذا لا تخص بليلة أو بيوم إلا توافقا .



ـ عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب : «يا عباس ياعماه ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره قديمه وحديثه خطأه وعمده، صغيره وكبيره سره وعلانيته عشر خصال أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة. فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا فذلك خمس وسبعون في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة».


أخرجه أبو داود 1297 وسنده حسن.


ـ عن أبي الجوزاء قال حدثني رجل كانت له صحبة يرون أنه عبد الله بن عمرو ، قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «ائتني غدا أحبوك وأثيبك وأعطيك حتى ظننت أنه يعطيني عطية. قال إذا زال النهار فقم فصل أربع ركعات فذكر نحوه. قال ثم ترفع رأسك يعني من السجدة الثانية فاستو جالسا ولا تقم حتى تسبح عشرا، وتحمد عشرا، وتكبر عشرا، وتهلل عشرا، ثم تصنع ذلك في الأربع ركعات. قال فإنك لو كنت أعظم أهل الأرض ذنبا غفر لك بذلك. قلت فإن لم أستطع أن أصليها تلك الساعة قال صلها من الليل والنهار».


أبو داود 1298 وسنده حسن


ـ عن عروة بن رويم حدثني الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ل جعفر ، بهذا الحديث. فذكر نحوهم قال في السجدة الثانية من الركعة الأولى كما قال في حديث مهدي بن ميمون. قلت يريد حديث أبي الجوزاء


أبو داود 1299 حسن السند .





الخميس، 5 مايو 2011

حديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم

" التمسوا الرزق عند تزاحم الأقدام "
قلت : لا أصل له
 ولا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا عن صحابته رضوان الله عليهم .ولم أجد من ذكره و لا من تكلم عنه و لا من أخرجه إلا ما ذكره العجلوني في كتابه كشف الخفاء ( 1 / 284 ) بلفظ " البركة عند تزاحم الأقدام " .
 وقال معلقاً عليه : هذا ليس بحديث   .
وجاء بهذا اللفظ : " اطلبوا وفي رواية التمسوا الرزق في خبايا الأرض" .
ولا يثبت وخرجته في مجموعة المقالات الحديثية .

الأربعاء، 4 مايو 2011

إِثْمُ مَنْ فَاتَتْهُ الْعَصْرُ وترجيح هي الوسطى في قوله تعالى :" حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين".

ــ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَه".
أخرجه البخاري 552 ومسلم 626
ــ وله شاهد عن نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عند البخاري 3602 وسلم 2886  
قوله: "وتر أهله" هو بالنصب عند الجمهور على أنه مفعول ثان لوتر، وأضمر في وتر مفعول لم يسم فاعله وهو عائد على الذي فاتته، فالمعنى أصيب بأهله وماله. وهو متعد إلى مفعولين. ومثله قوله تعالى:" ولن يتركم أعمالكم ".  وقيل وتر هنا بمعنى نقص، فعلى هذا يجوز نصبه ورفعه، لأن من رد النقص إلى الرجل نصب وأضمر ما يقوم مقام الفاعل، ومن رده إلى الأهل رفع.
ــ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قال كنا مع بريدة في غزوة في يوم ذي غيم فقال بكِّروا بصلاة العصر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله".  
أخرجه البخاري 553
وزاد أحمد في المسند  23045 بسند صحيح "متعمدا".
وقوله: بكروا بصلاة: قال في شرح السنة 2/213، أي: قدموها في أول وقتها، والتبكير: التقديم في أول الوقت، وإن لم يكن أول النهار .
ــ عن علي قال : لما كان يوم الأحزاب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا كما حبسونا وشغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس".
أخرجه مسلم 627

الخميس، 28 أبريل 2011

عدد التكبيرات على الجنازة ويرفع في الأولى يديه بالإجماع وفيه أحاديث بمجموعها جيده في الشواهد واختلفوا بعد الأولى في الرفع . ويضع اليد اليمنى على اليسرى وفيها حديث ضعيف وتقاس على الصلاة لأنها صلاة وعليه عمل المسلمين.

ــ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر عليه أربع تكبيرات .
البخاري 1333 باب التكبير على الجنازة أربعا . ومسلم 951  وله شاهد عن جابر عند البخاري 1334 ومسلم 952

ــ عن الشيباني عن الشعبي : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى على قبر بعد ما دفن فكبر عليه أربعا.
 قال الشيباني فقلت للشعبي من حدثك بهذا ؟ قال الثقة عبدالله بن عباس. هذا لفظُ حديثِ حسنٍ ـ شيخ الإمام مسلم ـ وفي رواية ابن نمير قال انتهى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى قبر رطب فصلى عليه وصفوا خلفه وكبر أربعا قلت لعامر من حدثك ؟ قال الثقة من شهده ابن عباس .
أخرجه مسلم 954
ـ عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال : كان زيد يكبر على جنائزنا أربعا. وإنه كبر على جنازة خمسا فسألته فقال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكبرها .
أخرجه مسلم 957
ــ عن أبى أمامة بن سهل بن حنيف الأنصارى أن بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبره : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يعود مرضى مساكين المسلمين وضعفائهم ويتبع جنائزهم ولا يصلى عليهم أحد غيره ، وأن امرأة مسكينة من أهل العوالى طال سقمها فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل عنها من حضرها من جيرانها وأمرهم أن لا يدفنوها إن حدث بها حدث فيصلى عليها فتوفيت تلك المرأة ليلا ، فاحتملوها فأتوا بها مع الجنائز أو قال موضع الجنائز عند مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليصلي عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما أمرهم. فوجدوه قد نام بعد صلاة العشاء فكرهوا أن يهجدوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من نومه فصلوا عليها ، ثم انطلقوا بها.
فلما أصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سأل عنها من حضره من جيرانها فأخبروه خبرها وأنهم كرهوا أن يهجدوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لها فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" ولم فعلتم؟ انطلقوا ". فانطلقوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى قاموا على قبرها فصفوا وراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما يصف للصلاة على الجنائز فصلى عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكبر أربعا كما يكبر على الجنائز.
البيهقي في السنن 4 / 48 وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبى عمرو قالا حدثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا بشر بن بكر حدثنى الأوزاعى أخبرنى ابن شهاب عنه ... به .
قلت : سنده صحيح  وهجد يهجد، أي:
نام  ليلاً، وهجد وتهجد، أي: سهر، وهو من الأضداد.

ــ عن يزيد بن ثابت : أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فرأى قبرا جديدا فقال ما هذا قالوا هذه فلانة مولاة بني فلان فعرفها رسول الله صلى الله عليه و سلم ماتت ظهرا وأنت نائم قائل فلم نحب أن نوقظك بها فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم وصف الناس خلفه وكبر عليها أربعا ثم قال لا يموت فيكم ميت ما دمت بين أظهركم إلا آذنتموني به فإن صلاتي له رحمة.
النسائي 2022  أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة قال حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا عثمان بن حكيم عن خارجة بن زيد بن ثابت عن عمه يزيد ... به .
قلت : وسنده جيد ولا يضر الكلام في انقطاعه .
ــ عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر يوم أحد بحمزة فسجى ببرده ... ثم صلى عليه فكبر تسع تكبيرات ثم أتى بالقتلى يصفون ويصلى عليهم وعليه معهم . الطحاوي في شرح معاني الآثار 1 /503  حدثنا فهد قال ثنا يوسف بن بهلول قال ثنا عبد الله بن إدريس عن بن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه يعنى عن ... به عنه .
 قلت وسنده حسن  ذكره الطحاوي في باب الصلاة على الشهداء سجي أي غطى وستر وبردة نوع من الثياب .
ــ عن ابن مسعود، أن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين، يجهزن على جرحى المشركين، فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبر : إنه ليس أحد منا يريد الدنيا، حتى أنزل الله عز وجل: "منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة، ثم صرفكم عنهم ليبتليكم" فلما خالف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وعصوا ما أمروا به، أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسعة: سبعة من الأنصار، ورجلين من قريش وهو عاشرهم، فلما رهقوه ، قال: " رحم الله رجلا ردهم عنا "، قال: فقام رجل من الأنصار، فقاتل ساعة حتى قتل، فلما رهقوه  أيضا، قال: " يرحم الله رجلا ردهم عنا "، فلم يزل يقول ذا، حتى قتل السبعة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبيه: " ما أنصفنا أصحابنا " فجاء أبو سفيان، فقال: اعل هبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قولوا الله أعلى وأجل "، فقالوا: الله أعلى وأجل، فقال أبو سفيان: لنا عزى، ولا عزى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قولوا الله مولانا ، والكافرون لا مولى لهم "، ثم قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر يوم لنا، ويوم علينا، ويوم نساء، ويوم نسر، حنظلة بحنظلة، وفلان بفلان، وفلان بفلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا سواء، أما قتلانا فأحياء يرزقون، وقتلاكم في النار يعذبون "، قال أبو سفيان: قد كانت في القوم مثلة ، وإن كانت لعن غير ملأ منا، ما أمرت ولا نهيت، ولا أحببت، ولا كرهت، ولا ساءني ، ولا سرني، قال: فنظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه، وأخذت هند كبده فلاكتها ، فلم تستطع أن تأكلها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أأكلت منه شيئا " قالوا: لا . قال: " ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة النار "، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حمزة، فصلى عليه، وجيء  برجل من الأنصار، فوضع إلى جنبه، فصلى عليه، فرفع الأنصاري، وترك حمزة، ثم جيء بآخر فوضعه إلى جنب حمزة فصلى عليه، ثم رفع، وترك حمزة حتى صلى عليه يومئذ سبعين صلاة.
أحمد 4414  حدثنا عفان، حدثنا حماد، حدثنا عطاء بن السائب، عن الشعبي عنه ... به .
قلت وسنده جيد وسماع حماد من عطاء قبل الإختلاط والحديث من مراسيل الشعبي وهي جيده . قوله: يجهزن:  جهز على الجريح، كمنع، وأجهز: أثبت قتله، وأسرعه، وتمم عليه.
فلو حلفت: يريد أن مدار البر في الحلف على الظن: وكنت أظن يومئذ أنه ليس أحد في الصحابة يريد الدنيا، فلو حلفت عليه لكنت بارا فيه.
رهقوه، أي: المشركون غشوه.
ما أنصفنا: بسكون الفاء، أي: حيث ما خرج من المهاجرين أحد، بل كلهم خرجوا من الأنصار، فقتلوا. قال النووي: الرواية المشهورة فيه: ما أنصفنا، بإسكان الفاء، وأصحابنا: منصوب مفعول به، هكذا ضبطه جماهير العلماء من المتقدمين والمتأخرين. ومعناه: ما أنصفت قريش الأنصار، لكون القرشيين لم يخرجا للقتال، بل خرجت الأنصار واحد بعد واحد. وذكر القاضي عياض وغيره أن بعضهم رواه: ما أنصفنا بفتح الفاء، والمراد على هذا الذين فروا من القتال، فإنهم لم ينصفوا لفرارهم.
عن غير ملأ منا، أي: غير تشاور من أشرافنا وجماعتنا.
بقر، أي: شق وفتح.
فلاكتها، أي: مضغتها.
ــ  عن أبي أمامة أنه قال : السنة في الصلاة على الجنازة أن يقرأ في التكبيرة الأولى بأم القرآن مخافتة ثم يكبر ثلاثا والتسليم عند الآخرة .
النسائي 1989  أخبرنا قتيبة قال حدثنا الليث عن بن شهاب عنه ... به . وسنده صحيح . وأخرجه الطحاوي 1/ 500 بسند جيد قال حدثنا بن أبى داود قال ثنا أبو اليمان قال ثنا شعيب عن الزهرى قال أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف وكان من كبراء الأنصار وعلمائهم وأبناء الذين شهدوا بدرا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أخبره : أن السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر الامام ثم يقرأ بفاتحة الكتاب سرا في نفسه ثم يختم الصلاة في التكبيرات الثلاث قال الزهرى فذكرت الذي أخبرني أبو أمامة من ذلك لمحمد بن سويد الفهري فقال وأنا سمعت الضحاك بن قيس يحدث عن حبيب بن
مسلمة في الصلاة على الجنازة مثل الذي حدثك أبو أمامة.
وأخرجه البيهقي 4 /40 من طريق أخرى عن ابن شهاب .
ــ  عن عبد الله بن أبى أوفى قال : شهدته وكبر على جنازة أربعا ، ثم قام ساعة يعنى يدعو ثم قال : أترونى كنت أكبر خمسا قالوا : لا قال إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكبر أربعا.
أخرجه البيهقي 4 /35  أخبرنا أبو بكر : أحمد بن الحسن القاضى ومحمد بن عبد الله الحافظ قالا حدثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب حدثنا السرى بن يحيى حدثنا قبيصة حدثنا الحسن بن صالح عن أبى يعفور عنه ... به .
قلت : وسنده حسن .
ــ عن عبد الله بن معقل : أن عليا رضي الله عنه صلى على سهل بن حنيف فكبر عليه ستا ثم التفت إلينا فقال : إنه من أهل بدر.
أخرجه الحاكم 3/ 409 أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الرزاق أنا ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عنه ... به .
قلت وسنده جيد ولم يتفرد به عبد الرزاق
وقال ابن حزم غاية في الصحة .
وأخرج البيهقي فقال وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أخبرنا على بن عمر الحافظ أخبرنا الحسين بن إسماعيل حدثنا أبو هشام حدثنا حفص عن عبد الملك بن سلع عن عبد خير عن على رضى الله عنه : أنه كان يكبر على أهل بدر ستا وعلى أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- خمسا وعلى سائر الناس أربعا.



الاثنين، 25 أبريل 2011

قول "لا إله إلا الله سبحان الله" عند التعجب والتعظيم

عن أم سلمة، قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال: "سبحان الله، ماذا أنزل الليلة من الفتن، وماذا فتح من الخزائن، أيقظوا صواحبات الحجر، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة". أخرجه البخاري 115 وزاد في لفظ 5844 في أوله :
"  استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من الليل وهو يقول: "لا إله إلا الله...".

قوله "استيقظ" بمعنى تيقظ وليس السين فيه للطلب كما في قوله عليه السلام "إذا استيقظ أحدكم من منامه " ومعناه انتبه من النوم وهو فعل وفاعله النبي صلى الله عليه وسلم .
قوله "ذات ليلة" أي في ليلة ولفظة ذات زائدة للتأكيد ويؤكد ذلك رواية البخاري 7069  قالت :"استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعا".
قوله: "عارية" بتخفيف الياء وهي مجرورة في أكثر الروايات على النعت، وقيل: ويجوز الرفع على إضمار مبتدأ والجملة في موضع النعت، أي هي عارية والفعل الذي تتعلق به رب محذوف. انتهى. وأشار صلى الله عليه وسلم بذلك إلى موجب إيقاظ أزواجه، أي ينبغي لهن أن لا يتغافلن عن العبادة ويعتمدن على كونهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الحديث جواز قول: "سبحان الله " عند التعجب، وندبية ذكر الله بعد الاستيقاظ وقول " لا إله إلا الله " ، وإيقاظ الرجل أهله بالليل أو العكس أو الأصحاب يوقظ بعضهم بعضا للعبادة لا سيما عند آية تحدث.
قوله : "أنزل" بضم الهمزة والمراد بالإنزال إعلام الملائكة بالأمر المقدور، أو أن النبي صلى الله عليه وسلم أوحي إليه في نومه ذاك بما سيقع بعده من الفتن فعبر عنه بالإنزال أوأنه رؤية رأها في المنام .
قوله: "وماذا فتح من الخزائن" قال الداودي: الثاني هو الأول، والشيء قد يعطف على نفسه تأكيدا، لأن ما يفتح من الخزائن يكون سببا للفتنة، وكأنه فهم أن المراد بالخزائن خزائن فارس والروم وغيرهما مما فتح على الصحابة، لكن المغايرة بين الخزائن والفتن أوضح لأنهما غير متلازمين، وكم من نائل من تلك الخزائن سالم من الفتن.
قوله: "صواحب الحجر" بضم الحاء وفتح الجيم جمع حجرة وهي منازل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما خصهن بالإيقاظ لأنهن الحاضرات حينئذ، أو من باب " ابدأ بنفسك ثم بمن تعول".وفيه التحريض على صلاة الليل، وعدم الإيجاب يؤخذ من ترك إلزامهن بذلك.
قوله : "فرب كاسية" استدل به ابن مالك على أن رب في الغالب للتكثير، لأن هذا الوصف للنساء وهن أكثر أهل النار انتهى.
قلت : والأصل فيها للتقليل ويمكن أن تأتي للتكثير كما ههنا .
ومعنى كاسية في الدنيا عارية في الآخرة كاسية في الدنيا بالثياب لوجود الغنى عارية في الآخرة من الثواب لعدم العمل في الدنيا وقيل كاسية في الدنيا لكونها شفافة لا تستر عورتها فتعاقب في الآخرة بالعري جزاء على ذلك وقيل كاسية من النعم عارية من الشكر فهي عارية في الآخرة من الثواب.
وفيه إشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يلبس الثياب الشفافة لأنه إذا حذر من لبسها من ظهور العورة كان أولى بصفة الكمال من غيره وقد نها عنها صلى الله عليه وسلم .
وفي الحديث استحباب الإسراع إلى الصلاة عند خشية الشر كما قال تعالى:"واستعينوا بالصبر والصلاة" وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وأمر من رأى في منامه ما يكره أن يصلي. وفيه التسبيح عند رؤية الأشياء المهولة، وفيه تحذير العالم من يأخذ عنه العلم من كل شيء يتوقع حصوله، والإرشاد إلى ما يدفع ذلك المحذور. والله أعلم.



الحقوق محفوظة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.