الخميس، 16 يونيو 2011

الله جل جلاله ينشئ السحاب قال تعالى "هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال . ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال " .

قال أحمد 5 / 435 حدثنا يزيد، أخبرنا إبراهيم بن سعد، أخبرني أبي، قال: كنت جالسا إلى جنب حميد بن عبد الرحمن في المسجد، فمر شيخ جميل من بني غفار وفي أذنيه صمم، أو قال: وقر، أرسل إليه حميد، فلما أقبل قال: يا ابن أخي، أوسع له فيما بيني وبينك، فإنه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حتى جلس فيما بيني وبينه، فقال له حميد: حدثني بالحديث الذي حدثتني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الشيخ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله ينشئ السحاب، فينطق أحسن المنطق، ويضحك أحسن الضحك " .

قلت : وسنده صحيح , وجهالة الصحابي لا تضر ولا أعلم في ذلك خلافا معتبرا. والحديث له شاهد عند العقيلي في الضعفاء ترجمة أمية بن سعيد وفيه جهالة قاله العقيلي والذهبي في الميزان وأقره الحافظ في اللسان .


قلت وفيه علة أخرى هي أدهى من أختها سابقة الذكر وهي الراوي عنه وهو عمرو بن الحصين متروك الحديث.وعليه فالحديث من مسند أبي هريرة منكر جدا . ولذلك قال الحافظ في اللسان : والمحفوظ ما رواه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال إني لجالس مع عمي حميد إذ عرض شيخ جليل فأرسل إليه فقال الحديث الذي ذكرت إنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في السحاب فذكره وهذا أولى ولا يصح عن صفوان بن سليم ولا عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه ولعله أتى من الراوي عنه عمرو بن الحصين. أهـ


قلت : والظاهر أن عمران هذا تفرد به ففي الغرائب والأفراد للدارقطني ترتيب الحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال : تفرد به عمرو بن حصين عن أمية بن سعيد الأموي عن صفوان بن سليم عنه.


قال ابن كثير في التفسير : والمراد -والله أعلم -أن نطقَها الرعدُ، وضحكها البرقُ.


وقال الرامهرمزي في الأمثال : هذا من أحسن التشبيه والصفة ، لأنه جعل صوت الرعد منطقا للسحاب، وتلألؤ البرق بمنزلة الضحك لها.


وذهب الطحاوي في "شرح المشكل" إلى أن نطق السحاب هطوله، وضحكه إخراجه الجنان والمراعي، ونقل هذا المعنى عن الفراء.


قلت : والبعض أرجع الضمير إلى لفظ الجلالة والصواب هنا إلى أقرب مذكور وهو السحاب وأما إثبات صفة الضحك لله تبارك وتعالى فلها أدلة غير هذا والله اعلم .










ليست هناك تعليقات:

الحقوق محفوظة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.