الجمعة، 15 يوليو 2011

يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار

ـ عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم : بالنباوة أو بالنباة يقول :" يوشك أن تعرفوا لأهل الجنة من أهل النار ، قالوا : يا رسول الله ، بم ؟ قال :" بالثناء الحسن ، والثناء السيئ".


أخرجه البزار 1134قال حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : ثنا شجاع بن الوليد ، قال : ثنا هاشم بن هاشم ،عنه ...به .

وقال وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد ، ولا نعلم رواه عن سعد إلا عامر ، ولا عن عامر إلا هاشم بن هاشم ، ولا عن هاشم بن هاشم إلا شجاع ، ولم نسمعه إلا من الحسن بن عرفة.

قلت : وسنده حسن وله شاهد حسن في الشواهد ويحتمل التحسين عند ابن ماجة 4221 وابن حبان 7384 وغيرهما عن نافع بن عمر الجمحي عن أمية بن صفوان عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبيه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالنباوة أو النباوة " قال والنباوة من الطائف " قال : " يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار " . قالوا بم ذاك ؟ يا رسول الله قال :" بالثناء الحسن والثناء السيء . أنتم شهداء الله بعضكم على بعض ".

ونقل ابن عساكر في تاريخه ترجمة الدارقطني عن الدارقطني قال : قال الدارقطني هذا حديث غريب من حديث أبي بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبيه تفرد به أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي عنه وتفرد به نافع بن عمر الجمحي عن أمية.

قال السندي في حاشية مسند الامام أحمد قال السندي: "بالثناء السيئ....": أي فمن أثنيتم عليه ثناء جميلا، فهو من أصحاب الجنة. قيل: هذا مخصوص بالصحابة، وقيل: بمن كان على صفتهم في الإيمان، وقيل: هذا إذا كان الثناء مطابقا لأفعاله، وقال النووي: الصحيح أنه على عمومه وإطلاقه، فكل مسلم مات، فألهم الله تعالى الناس أومعظمهم الثناء عليه كان ذلك دليلا على أنه من أهل الجنة سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا، إذ العقوبة غير واجبة، فإلهام الله الثناء عليه دليل على أنه ثناء المغفرة له، والله تعالى أعلم.


قلت كلام النووي هو الراجح لكن قوله يوشك لا تدل على التحقيق ولكنها تدل على القرينة المرجحة .

قال ابن تيمية فمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له بالجنة، وأما من لم يشهد له بالجنة، فقد قال طائفة من أهل العلم : لا نشهد له بالجنة ولا نشهد أن الله يحبه، وقال طائفة : بل من استفشى من بين الناس إيمانه وتقواه، واتفق المسلمون على الثناء عليه،كعمر بن عبد العزيز والحسن البصري وسفيان الثوري وأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني ومعروف الكرخي ، وكان أبواه نصرانيين، فأسلماه إلى مؤدبهم، وهو صبي، فكان المؤدب يقول له : قل : ثالث ثلاثة، فيقول معروف : بل هو الواحد، فضربه المعلم على ذلك ضربا مبرحا فهرب منه وكان أبواه يقولان : ليته يرجع إلينا على أي دين شاء فنوافقه عليه . فرجع فدق الباب فقيل : من بالباب ؟ فقال : معروف، فقيل له : على أي دين ؟ فقال : على الإسلام، فأسلم أبواه، وكان مشهورا بإجابة الدعوة، توفى سنة مائتين، وقيل : إحدى ومائتين، وقيل غير ذلك . وعبد الله بن المبارك رضي الله عنهم وغيرهم، شهدنا لهم بالجنة؛ لأن في الصحيح : أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال : " وجبت، وجبت " ، ومر عليه بجنازة، فأثنوا عليها شرا، فقال : " وجبت، وجبت " . قالوا : يا رسول الله، ماقولك : وجبت، وجبت ؟ قال : " هذه الجنازة أثنيتم عليها خيرا فقلت : وجبت لها الجنة، وهذه الجنازة أثنيتم عليها شرا فقلت : وجبت لها النار " ، قيل : وإذا علم هذا فكثير من المشهورين بالمشيخة في هذه الأزمان، قد يكون فيهم من الجهل والضلال والمعاصي والذنوب ما يمنع شهادة الناس لهم بذلك، بل قد يكون فيهم المنافق والفاسق، كما أن فيهم من هو من أولياء الله المتقين، وعباد الله الصالحين، وحزب الله المفلحين، كما أن غير المشائخ فيهم هؤلاء . وهؤلاء في الجنة،والتجار والفلاحون وغيرهم من هذه الأصناف .

إذا كان كذلك فمن طلب أن يحشر مع شيخ لم يعلم عاقبته كان ضالا، بل عليه أن يأخذ بما يعلم، فيطلب أن يحشره الله مع نبيه والصالحين من عباده . كما قال الله تعالى : {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين } ، وقال الله تعالى : {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون } ، وعلى هذا فمن أحب شيخا مخالفا للشريعة كان معه، فإذا دخل الشيخ النار كان معه، ومعلوم أن الشيوخ المخالفين للكتاب والسنة أهل الضلال والجهالة، فمن كان معهم كان مصيره مصير أهل الضلال والجهالة، وأما من كان من أولياء الله المتقين : كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم، فمحبة هؤلاء من أوثق عرى الإيمان، وأعظم حسنات المتقين .

ليست هناك تعليقات:

الحقوق محفوظة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.