الخميس، 7 يوليو 2011

هل تدري أي العلم أول أن يرفع





أخرج أحمد والنسائي في الكبرى وابن حبان والحاكم وغيرهم واللفظ لأحمد عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي قال: حدثنا جبير بن نفير، عن عوف بن مالك أنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ذات يوم، فنظر في السماء، ثم قال: " هذا أوان العلم أن يرفع "، فقال له رجل من الأنصار يقال له زياد بن لبيد: أيرفع العلم يا رسول الله وفينا كتاب الله، وقد علمناه أبناءنا ونساءنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن كنت لأظنك من أفقه أهل المدينة "، ثمذكر ضلالة أهل الكتابين، وعندهما ما عندهما من كتاب الله عز وجل، فلقي جبير بن نفير شداد بن أوس بالمصلى، فحدثه هذا الحديث عن عوف بن مالك فقال: صدق عوف، ثم قال: " وهل تدري ما رفع العلم ؟ " قال: قلت: لا أدري . قال: " ذهاب أوعيته " . قال: " وهل تدري أي العلم أول أن يرفع ؟ " قال: قلت: لا أدري . قال: " الخشوع، حتى لا تكاد ترى خاشعا "


قلت : هذا حديث صحيح الإسناد وأخرجه الترمذي من مسند أبي الدرداء لكن في سنده كاتب الليث وهو كثير الغلط وقول الترمذي يشير لعدم تفرد كاتب الليث به ولم أجد المتابعة المشار إليها مع أني وجدت كاتب الليث رواه أيضا من حديث عوف بن مالك عند ابن أبي عاصم والطبراني كلاهما في الأوائل مما يدل على سوء حفظه رحمه الله تعالى .


ولست في صدد مناقشة قول الترمذي رحمه في حديث كاتب الليث " حسن غريب " فقد ناقشتها في تعليقي على النزهة للحافظ ابن حجر وذكرت احتمالا ثالثا لها.


على كل ليس لها تأثير في صحة الحديث .


وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين من طريق أخرى عن فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "أول ما يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا يرى فيه خاشعا".


قلت : وفرج ضعيف ومع ذلك تساهل البعض فحسن سنده .


والحديث أخرجه أحمد من مسند زياد بن لبيد عن سالم بن أبي الجعد، عن زياد بن لبيد، قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، فقال: " وذاك عند أوان ذهاب العلم " قال: قلنا: يا رسول الله، وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا، ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة قال: " ثكلتك أمك يا ابن أم لبيد، إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة، أو ليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل لا ينتفعون مما فيهما بشيء ".


قلت : والظاهر أنه منقطع سالم لم يسمع من زياد .


وله شاهد حسن في الشواهد عند الطبراني في الكبير من حديث وحشي رضي الله عنه .


الحديث فيه دلالة :


ـ على أن الخشوع ثمرة من ثمار العلم سواء كان في حالة الصلاة أو جميع الحالات الأخرى الظاهرة والباطنة .


وفيه حث بين على إظهار الخشوع المخبر عن حالة القلب.


والحديث يفسر العلم بالقرآن وتدخل السنة تباعا.


ويمكن أن يخفى بعض العلم عن بعض العلماء دون البعض الآخر .


وفيه التحذير من الوقوع في الفتن .


وفيه الخشوع والخوف من الله تعالى أحد عوامل الوقاية من الفتن نسأل الله تعالى السلامة والتوفيق في الإبانة .


والحديث محمول على آخر الزمان بقبض العلماء أي موتهم .






ليست هناك تعليقات:

الحقوق محفوظة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.