الأحد، 11 مارس 2012

العلم الشرعي وقبض العلماء الربانيين

العلم الشرعي وقبض العلماء الربانيين

أخرج البخاري ومسلم من طريق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ".
قوله :" لا يقبض العلم" العلم هنا العلم هو القرآن العظيم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومعرفة الاجماع والقياس والخلاف

ولكل نوع قانون يعرف به صحة الاحاديث من ضعفها ودلالة كل نص وما يعارضه وسبيل الجمع والترجيح بينهما ومتى يعمل او يهمل القياس

الضابط في ذلك كله هو القرون الثلاثة المفضلة ومن سار على طريقهم واقتفى أثرهم .


وكل من جاء بعدهم لا بد له من شرطين

الأول : السير على طريقة القرون المفضلة .

في العبادات والمعاملات والمنهج والسلوك والصدق والأمانة أي في كل ما يتعلق بالحياة الدنيا وكل ما يتعلق بالآخرة

أما أصحاب البدع الداعين لها فهم غير صادقين ولا أمناء على الشريعة ويشمل ذلك ما ابتليت به الأمة من كذب أصحاب البدع في نقول العلماء

ليصدقهم الأتباع على ما هم عليه وإنه ليأسف جدا لحالهم .

الثاني : تعديل أهل زمانه له دون طلب منهم وإنما هكذا قذف في قلوب العباد . ولا يعني ذلك العصمة وعدم الخطأ فالشرط الأول هو المقياس .



طرق التعليم اليوم

الاول: التخرج من الجامعات الاسلامية ومعاهدها بالشرط الأول

وتحصل بشهادة التخرج.

الثاني : الدراسة العلمية المنهجية للأحكام الشرعية على العلماء.

وتحصل بشهادة العالم بحضوره المجالس أو بشهادة طلاب الشيخ بحضوره . ويقبل قوله إن علم صدقه وأمانته .

الثالث : الجمع بينهما وهي أعلاها .

كل من درس العلم بغير الطرق المذكورة لا تحصل له التزكية الا بشرطين

الاول : أن تقام له مجالس الإختبار والإمتحان ثم يعطى التزكية.

الثاني : دليله الشرعي على شرط القرون المفضلة

هو تزكيته وتعديله وقليل ما هم بل هم أقل من القليل

والتجريح فيهم أكثر من التعديل .

هنا تعليق يحصل الواجب بأقل من ذلك.

فمثلا البلاد البعيدة عن العلماء والعلم فأفضلهم وأعلمهم يقوم بالواجب الشرعي في العلم الضروري .



ضابط بركة العلم الذي تحصل لطالب العلم الموصوف سابقا.

ـ ظهور أثر العلم النافع فيه .

ـ تدريسه ما درس من العلم الشرعي .

ــ مذاكرته مع طلبة العلم.

ـ كتابة العلم .

ـ إذا سؤل عما لا يعلم فيه أثرا أن يقول الله أعلم .كاما سيأتي في الرواية الأخرى.

هنا تعليق فقد ورد من حديث أبي أمامة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قاله في موسم الحج ولكنه ضعيف سندا والله أعلم

قوله :"انتزاعا " أي محوا من الصدور.

قوله " حتى إذا لم يبق" تأكيد وقوعه

قوله: "رءوسا" قال النووي: ضبطناه بضم الهمزة والتنوين جمع رأس. قال ابن حجر العسقلاني : وفي رواية أبي ذر أيضا بفتح الهمزة، وفي آخره همزة أخرى مفتوحة جمع رئيس.أهـ

فقوله "رأس" أي سادة وعظماء

قوله" فأفتوا بغير علم" عام مطلق .

قوله :" بغير علم" في رواية أخرى عند البخاري " فيفتون برأيهم"

قوله" فضلوا" أي هم

وقوله" وأضلوا" أي غيرهم .


وفي هذا الحديث الحث على حفظ العلم
والتحذير من ترئيس الجهلة
وفيه أن الفتوى هي الرياسة الحقيقية وذم من يقدم عليها بغير علم.
واستدل به الجمهور خلافا لجمهور الحنابلة على القول بخلو الزمان عن مجتهد، ولله الأمر يفعل ما يشاء.

قلت :

وفيه دليل على فساد أهل ذلك الزمان والمكان إذ مات العلماء ولم يحملوا عنهم العلم.

وعورض هذا الحديث بحديث الطائفة المنصورة واجاب الحافظ عنها في الفتح انظره هناك

وللحديث بقية

الحقوق محفوظة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.