السبت، 23 يوليو 2011

النصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصرة لله تعالى

عن أنس، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :"لا يؤمن أحدكم، حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين".

أخرجه البخاري 15 ومسلم 44

هذا الحديث من جوامع الكلم فقد جمع معاني كثيرة

والحديث فيه أن محبته صلى الله عليه وسلم محبة شرعية قائمة على الإختيار لا الفطرة فيجب على المسلمين أن يقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنفسهم وأموالهم وآبائهم وأمهاتهم وأولادهم والناس أجمعين وثواب هذه المحبة الحشر في زمرته صلى الله عليه وسلم و:"المرء مع من أحب". و:"المرء على دين خليله".

وكما قال تعالي : {قل إن كان آباؤكم وأبنآؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } أي: فانتظروا ماذا يحل بكم من عقابه ونكاله بكم؛ ولهذا قال: ( حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين )

وقال تعالي : {والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين } .

وأخرج البخاري 6632 عن عبد الله بن هشام قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك " فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"الآن يا عمر".

وإنه مما يؤسف جدا أن لا ينتفض بعض الناس والطوائف والدول لنصرة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم باليد أو المال واللسان ـــ وهاتين الأخيرتين أقوى فاعلية وأنكى وهي البركة والنصرة لأصحاب الأموال والإقتصاد أفرادا ومؤسسات خاصة وعامة في أموالهم وشركاتهم ومؤسساتهم وأنفسهم وأولادهم ووالله لن يجدوا السعادة في غيرها ــــ

فأينهم من حرق المصحف والرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولماذا لم ينتفضوا كإخوانهم الذين سيروا المظاهرات وقاطعوا السلع ولماذا انتفض البعض للقباب والأضرحة والمعابد الوثنية ــ مع التكريم لأصحاب القبور من باب إكرام الميت ــ فأينهم من النصوص الصحيحة الواضحات وإعتقاد الأئمة المتبوعين من الصحابة ومن تبعهم إلى يوم الدين والإنتماء لها .

فقد تركوا هذا ولم يلتفتوا إليه وزلت بهم المواقف فوجدوا أنفسهم في غير سفينة المحبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم فتخطفتهم الأهواء وزلت بهم الأقدام .

وهكذا من لم يكن حبله ممدودا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم انقطع وسقط ومن كان حبله ممدودا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم رفع الله تعالى ذكره .

أسأل الله العلي الكريم السلامة وأن يهديهم الله تعالى للرشد .

ليست هناك تعليقات:

الحقوق محفوظة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.