السبت، 16 أبريل 2011

الحذر من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجْ النَّارَ" .  
البخاري 106 ومسلم في المقدمة 1 لكن قال : " يلج النار " .
قلت : وربعي بكسر أوله وإسكان الموحدة، وأبوه حراش بكسر المهملة أوله . وليس في الصحيحين حراش بالحاء المهملة سواه ومن عداه بالمعجمة وهو ربعى بن حراش بن جحش العبسى بالموحده الكوفى أبو مريم أخو مسعود الذى تكلم بعد الموت وأخوهما ربيع وربعى تابعى كبير جليل لم يكذب قط وحلف أنه لا يضحك حتى يعلم أين مصيره فما ضحك الا بعد موته وكذلك حلف أخوه ربيع أن لا يضحك حتى يعلم أفى الجنة هو أو في النار قال غاسله فلم يزل متبسما على سريره ونحن نغسله حتى فرغنا توفى ربعى سنة احدى ومائة وقيل سنة أربع ومائة وقيل توفى في ولاية الحجاج ومات الحجاج سنة خمس وتسعين

وقوله: "سمعت عليا" هو أمير المؤمنين ، وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، أبو الحسنين. و هو أحد العشرة المبشرين بالجنة وأول الناس إسلاما في قول الكثير من أهل العلم، ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح، فربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه. وشهد معه المشاهد إلا غزوة تبوك، فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة: " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ "، وزوجه بنته فاطمة رضي الله عنها ، وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد، ومناقبه كثيرة، حتى قال الإمام أحمد: لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي.أهـ قتل ليلة السابع عشر من شهر رمضان، سنة أربعين من الهجرة. غلت فيه الرافضة وعلي رضي الله عنه غني عنهم .
وقوله : "لا تكذبوا علي" نهي بصيغة الجمع وهو عام في كل كاذب، مطلق في كل نوع من الكذب، ومعناه لا تنسبوا الكذب إلي. ولا مفهوم لقوله: "علي " لأنه لا يتصور أن يكذب له لنهيه عن مطلق الكذب. فكله حرام من أكبر الكبائر وأقبح القبائح باجماع المسلمين الذين يعتد بهم فى الاجماع ولا يعتد بمن خالف ذلك من الكرامية حيث جوزوا وضع الكذب في الترغيب والترهيب في تثبيت ما ورد في القرآن والسنة واحتجوا بأنه كذب له لا عليه، وهو جهل باللغة العربية. وتمسك بعضهم بما ورد في بعض طرق الحديث من زيادة لم تثبت وهي بلفظ: "من كذب علي ليضل به الناس " الحديث، وقد اختلف في وصله وإرساله، ورجح الدارقطني والحاكم إرساله،
وأجيب أيضا بأن قوله ليضل به الناس مما اتفق الحفاظ على أنها زيادة ضعيفة قاله الصنعاني في توضيح الأفكار .
قلت : ولا شك عندي في شذوذها وعلى تقدير ثبوته فليست اللام فيه للتعليل بل للصيرورة و العاقبة كما فسر قوله تعالى :{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ} والمعنى أن مآل أمره إلى الإضلال، أو هو من تخصيص بعض أفراد العموم بالذكر فلا مفهوم له كقوله تعالى :{لا تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً} - {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ} فإن قتل الأولاد ومضاعفة الربا والإضلال في هذه الآيات إنما هو لتأكيد الأمر فيها لا لاختصاص الحكم.
وسها ابن حجر في قوله : وأخرجه الدارمي من حديث يعلى بن مرة بسند ضعيف، قلت الزيادة ليضل به الناس ليست موجودة عند الدارمي .
وعلى الصواب قال في الأربعين المتباينة : ورواه الدارمي عن محمد بن حميد بهذا الإسناد دون قوله ليضل به الناس .
قلت : وقوله هذا أزال إحتمال إختلاف نسخ الدارمي أو خطأ الطابع.

ليست هناك تعليقات:

الحقوق محفوظة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.